الجدران الزرقاء........الجزء الثاني
الهرب ؟
غريبة تلك الكلمة ؟
أهرب مما أهرب منه أم أهرب إلي ما لا أعرفه ؟
هل الخوف يأتي مما نواجهه أو مما لم نواجهه بعد ؟
ازدرت لعابي بصعوبة بالغة والساحر يقترب مني
كانت أول مرة أري فيها الساحر من هذا القرب
فاجئني لون عينيه الأبيض المائل إلي الرمادي قليلا ولا بؤبؤ فيها
كأنها تراني من عالم آخر...تري اين ذلك العالم ؟
أما كلماته الآن فقد خمدت تماما ولكن يديه تتحرك نحو القلعة باستمرار ولكن حركة أصابعه توحي وكأنه يعزف لحنا ما غريب لا أسمعه
نظرت إلي الأسفل فوجدت بحرا هائجا له زرقة خلابة لم ارها من قبل
للبحر أسرار كثير
حاولت كثيرا أن استمع له
ولكن أخاف حورياته وقراصنته علي السواء
لذا اكتفيت بالشاطئ دون التوغل
والآن لا أتوغل في البحر ولكن في مكان مجهول وموحش ومخيف و.....لا أدري لماذا جئت ؟
لمحت ضحكة ما علي ثغر الساحر وأشار إلي عينيه بأصابعه ثم اشار إلي القلعة
نعم اراها ولكن كيف أدخلها ؟
وهنا تمتم الساحر بكلمات عجيبة
تراءي لي علي إثرها سلم فضي اللون يلتف حول القلعة بكاملها وكأنه ثعبان سحري يلتقم فريسته باحكام
وأشعة الشمس تعكس كل زواياه فيبدو وأنه طريق مُعبّد إلي الجنة ويعكس البحر ضوء السلم بآلاف الأمواج الثائرة وكأنه يناديني كي أدخل
غريب أنني أفهم كلمات البحر الآن !! أم أنه ينهاني ؟
التفت إلي حيث الساحر فلم أره
يمينا ويسارا ..كنت وحدي وصوت البحر والتماع السلم والتزاوج الفريد ما بين اللونين الفضي والأزرق خلق بداخلي تمازج ما في المشاعر مابين الرهبة والراحة
نظرت مرة أخري إلي أعلي فوجدته - الساحر - يقف فوق القلعة بشموخ وتحدي وهو يعقد يديه أمامه
أحسست وكأنما السلم الفضي يمتد من جسد الساحر وليس القلعة
أخافتني الفكرة ولكن سرعان ما أغمضت عيني وبدأت أتجه إلي حيث السلم الفضي
ومع كل درجة من درجاته كانت تطاردني من بعيد أغنية الساحر
وكلما اقتربت منه كلما ازدادت فضولا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق